الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

أعشق زوايا الروح التي تأخذني وتسافر بعيداً عن قبح الواقع وهمومة وأرقه .. أتوق إلي إحتضان وسادتي و دس الموسيقى في أذني وأقوم بردمها بوسادة أخرى حتى يتم الإنعزال التام عن العالم وساكنيه .. وأتنهد سعادة .. وأتنفس إشراق .. وتظهر لي أيات العجب المجنون .. مختلطة بلمسات شيطانية ملائكية حالمة و مشعوذة في آن واحد .. أقف على حافة الحلم وأتردد .. هل أطلق لروحي العنان و أقذف بها إلي الفضاء الحالم اللا نهائي بدون إستيقاظ ؟ .. أم أظل واقفة أتأمل حياة السعداء من حولي وهم متيمين عشقاً بما فعلوا وأختاروا ؟

وبدون رد صريح وقوي يقنعني بالسقوط .. أجد قدمي اليسرى عالقة بين السماء والأرض .. كمن ترك جزءاً منه يهوى من حافة جبل وهو ممسكاً بأحد صخوره الواهية .. ثم تجذبني القدم اليمنى طواعية .. لا إرادياً تغرز في وحل الواقع ولا تتحرك .. بل ولا تهتز نتيجة عدم الإتزان .. و يأخذني التيه مسافرة بلا وجهه محددة .. ولا أجد سبيلاً .. لا أجد نوراً .. أحاول إنقاذ قدمي اليسرى من أحلامها .. ولكنها تأبى الأمان .. تظن بأن تعلقها هذا هو نسيماً من الجنة يحركها بدون قيود .. تكره القيود .. وتتوق الي تحطيمها .. وها هي الأن تطير محلقة بدون قيد أو شرط .. فقط يداعبها النسيم ذهاباً وإياباً .. طالباً منها القرب و إظهار الطاعة .. وهي مستسلمة بلا جدال ...
أما الأخرى .. فهي واقعية أكثر .. تتمسك بالقيود وكأنها جزء منها .. لا تستطيع الإنسياق مع أحلامها وترك خيالها في بحر السعادة لكي يغرق ويهرب حالماً سعيداً .. مبتهجاً .. تستكثر عليه الفرح والسكينة والخضوع .. تغلف قلبها برداء أسود معتم ثقيل مطعم بالمعادن لكي تكسبة صلابة وتمنع دخول أو خروج أي نوع من أنواع الشعور والإحساس .. هيهات لها ان تتزحزح أو تترك أختها الحالمة بأن تعيش ماتريد لهما سوياً ..
إنها قصة الجميع .. كلنا نتوارى خلف ضحكاتنا المزيفة التي تأبى الواقع وتسخر منه بإبتسامة ماتلبث ان يواريها الخد ويمحي بصماتها من الوجه ..
‫#‏روح‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق